|

في سابقة للأحساء .. أربعة شباب حساوية يعتلون سفح جبل ايفرست 

الكاتب : الحدث 2022-06-11 02:33:09

 

جواهر محمد _ الحدث

يتحدث الشاب الأحسائي حسين الشبعان بقوله :" في 2019 قرر أربع شباب أحسائيين وهم علي العلي و حسين الشبعان و أمين الجابر و عبد الله اليوسف الوصول إلى المخيم الأساسي لجبل افيرست و هي وجهة مفضلة لمحبي المغامرة و الصعود الجبلي او ما يسمى بالهايكنج 

تم عمل حجوزات الطيران و الاتفاق مع مكتب لترتيب حجوزات السكن في مسيرة الصعود في النيبال و لظروف الوباء و إجراءات السفر تم إلغاء الرحلة و لم يتمكن الفريق من السفر إلا في شهر مايو 2022 

في خلال هذه المدة لم يستسلم هؤلاء الشباب بل استفادوا من هاتين السنتين بالاستعداد للرحلة المرتقبة عبر الجري الأسبوعي في رحاب الأحساء بين نخيلها و عيونها في القرى و المدن بل تعدى ذلك للسفر إلى مناطق المملكة و الجري في ربوعها في الرياض و الخبر و العلا و تبوك و جيزان و غيرها من المدن المتنوعه جغرافيا و مناخيا بشكل مبهر بل تعدوا حدود المملكه للمشاركة في ماراثونات و فعاليات رياضية في دول الخليج

 بعد تخفيف إجراءات السفر تمت المغادرة إلى كاتمندو عاصمة النيبال و في اليوم الثاني من الوصول تم الطيران إلى قرية لوكلا بطائرة مروحية صغيرة و الهبوط في مدرج من أخطر المدرجات في العالم حيث يقع على سطح جبل  بارتفاع 2800 متر و لا يتجاوز طول مدرجه نصف كيلو متر فقط 

بدأت الرحلة الحقيقية من لوكلا لمسيرة استمرت 12 يوم 8 أيام للوصول إلى المخيم الأساسي لجبل ايفرست و 4 أيام للرجوع إلى لوكلا حيث مجموع المسافة المقطوعة 130 كيلو متر .

عندما تطأ قدمك في هذه القريه تشعر باختلاف الحياه بشكل مباشر حيث  لا توجد طريقة للمواصلات او النقل الا باستخدام الحيوانات او البشر فلا توجد سيارات او درجات ناريه او حتى هوائيه و ذالك بسبب وعورت الطرق و صعوبتها. يستمر المشي يوميا من خمس إلى ثمان ساعات للوصول إلى القريه التاليه و المسافات تتراوح من 10 كلم إلى 20 كلم قد تبدو المسافة اليومية بسيطة و لكن إذا كانت هذه المسافة تتخلل ١٠٠٠ متر صعودا او نزولا فالوضع مختلف تماما. في كثير من الأحيان يتقاطع طريقك مع الحيوانات الناقله للبضائع حيث أولوية المرور للحيوانات دائما حتى لو كنت في منتصف جسر حديدي معلق و يهتز طوال الوقت.  

من التجارب المميزة في هذه الرحلة السكن و هو ليس بفندق و لكن نزل  بسيط جدا و في أغلب الأحيان مصنوع من الخشب مكون من غرف صغيرة تسع لسريرين بمسافة فاصلة صغيرة و إذا حالفك الحظ فقد تتصل الغرفة بدورة مياه خاصة. 
الماء بارد جدا فلذلك يتعذر الاستحمام في أغلب الأحيان إلا في بعض المساكن حيث يجب أن تدفع ثمن الاستحمام بالماء الدافئ. 
الطعام يقدم في هذه النزل في قاعة كبيرة توجد في وسطها مدفأة يلتم حولها الساكنون للأكل و تبادل أطراف الحديث. 
و من الأشياء العجيبة أن تشعل هذه المدافئ بروث البقر و خاصة في المناطق العالية لصعوبة وصول الغاز و الأخشاب. 
الطعام المقدم في جميع هذه النزل يكاد يكون متطابق لأن الأطباق محدودة بالأكل النيبالي التقليدي مثل الرز مع العدس أو الاسباغتي. 
اللحوم متوفرة ولكن لا ينصح بأكلها لأن وصولها إلى هذه القرى يستغرق أيام و طريقة نقلها من دون أي تبريد و تنقل على أكتاف الحمالين أو على ظهور المواشي.   

من أجمل الأشياء في هذه الرحله لقاء المغامرين من جميع أنحاء العالم و التعرف عليهم حيث تقابل أشخاص عندهم نفس الشغف و منهم من تسلق قمة افرست أو عدة قمم حول العالم. تشاهد من هم في أعمار تجاوزت الستين عاما و رغم ذلك لم يعيقه هذا العمر من تحقيق حلمه و الوصول لمثل هذه المناطق 

 يجب على المغامر التأقلم مع الارتفاع المتزايد كل يوم وذلك بالمكوث يومين في منطقتين مختلفتين خلال رحلة الصعود وذلك لتجنب مرض خطير يسمى مرض الارتفاعات  

أصعب طريق كان عند الاقتراب من الهدف و هو المخيم الأساسي لقاعدة افيرست حيث أن الطريق يمر  على جبال ثلجية مغطاة بصخور و أتربة تذوب فيها الثلوج ببطء نتيجة الاحتباس الحراري. الصخور التي تمشي عليها غير ثابتة فلذلك التركيز مهم لتجنب الوقوع و التعرض لإصابات قد تكون مميتة.

يقال إن لك الخيار في الصعود ولكن النزول إجباري. رحلة العودة من المخيم الأساسي لم تكن سهلة وذلك بسبب أن الجهد المبذول في الصعود يستهلك جل الطاقة و لكن كان لابد من ذلك. 
تمر على جميع القرى التي مررت عليها في الصعود. قد تتغير نظرتك لها بسبب الطقس و أيضا بسبب سرعتك لأن في طريق الصعود كنت أكثر حماسًا و أكثر التقاطاً للصور بينما في الرجوع تريد أن تكمل الطريق و تعود للديار بأسرع وقت ممكن .
طريق العودة يعلمك الكثير من الأشياء و منها أن تنجز أمورك بشكل تام بدون تردد و أيضا تحرص أن يكون زرعك جيدا لأنك ستكون أول من يأكله. 
و أهم شيء أن جميع الأمور حلوها و مرها لابد أن لها نهاية و ما عليك إلا الإصرار و الصبر للإنجاز" .